على خطى المشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والتربوية، التي سطرها المجمع الشريف للفوسفاط ضمن أولوياته للنهوض بمدينة خريبكة بشكل خاص وجهة خريبكة بني ملال بصفة عامة.

أحدثت OCP بشراكة مع مدرسة 42 الباريسية الرائدة عالميا في مجال الترميز، مدرسة "1337" بمدينة خريبكة، وذلك من أجل تمكين الشباب المغربي بصفة عامة، من تكوين عالي الجودة وتكوين عدد من المبرمجين والمبتكرين في جملة من المهن المستقبلية واكتشاف النوابغ.

مدرسة 1337 بخريبكة، والتي انطلق العمل بها منتصف السنة الجارية 2018، تعد اليوم أول مدرسة توفر تكوينا معلوماتيا للطلبة المغاربة ومفخرة للمملكة المغربية.

كيف جاءت فكرة إنشاء هاته المؤسسة وما سبب تسميتها بـهذا الإسم ؟

يقول يوسف الذهبي المسؤول البيداغوجي والتقني بمدرسة 1337، أن المدرسة هي ثمرة شراكة بين المجمع الشريف للفوسفاط، ومدرسة 42 بباريس، وهي شراكة بيداغوجية. أما خدمات المدرسة فهي مجانية، وأنها تعمل طيلة الأسبوع على مدار الـ 24 ساعة، مبرزا أن الهدف من تأسيسها هو مواكبة متطلبات الشغل فيما يخص تكوين المبرمجين والمبدعين في مجال المعلوميات والرقمنة.

وبخصوص اختيار إسم 1337، فأوضح المتحدث ذاته، أنه مشتق من Leet speak، وهو برنامج كان يستعمله المبرمجون في سنوات الثمانينات والتسعينات، يعتمد على مبدأ بسيط يقوم على استبدال الحروف بأرقام، مثلا رقم 1 يقابله حرف L ورقم 3 يقابله حرف E، كما نجد أن حرف T هو مرادف للرقم 7.

ومن هذا المنطلق، يضيف الذهبي "نكتشف أن مدرسة 1337 هي ترجمة Leet speak وهي لغة معلوماتية يستعملها المبرمجون فيما بينهم كي لا يعلم عامة الناس الحوارات الدائرة بينهم في غرف المحادثات وغيرها".

دراسة بالمجان وشروط ولوج في المتناول..

يجب الإشارة في بداية الأمر أن المؤسسة هي مجانية تضامنية، لا تكلف المقبولين بها أية مصاريف ولا رسوما للتسجيل، أما مسألة تحديد قبول الطلبة من عدمه بهذه المدرسة، فهو يمر عبر شرطين أساسيين، تؤكد هند البرنوصي، مسؤولة التواصل بالمدرسة.

أول هذين الشرطين للولوج هو أن يكون سن المترشح بين 18 و30 سنة، أما الثاني فهو "الإبداع" وهي كلمة السر التي يجب أن يحملها أي طالب قرر الالتحاق بالمدرسة، حتى ولم يكن يتوفر على أي مؤهل أو مستوى دراسي في المعلوميات، تضيف ذات المتحدثة.

وأشارت البرنوصي في حديث لها مع"مواطن"، أن عدد الطلبة المتواجدين بالمدرسة لحدود الساعة، هو 218 طالبة وطالبة من كافة ربوع المغرب، تم انتقائهم من بين فوجين التحقا بالمؤسسة شهري يوليوز وغشت يتكون من 900 مترشح ومترشحة، في البداية.

وعن كيفية انتقاء المترشحين، تقول المتحدثة أن المرشح يخضع لاختبار عبر الويب من خلال بوابة مدرسة 1337، مدته 10 دقائق، في حال اجتياز هذا الاختبار يقوم المترشح باختيار واحد من شُعب "المسابح" المقترحة  ببوابة 1337 عبر موقعها الإلكتروني، مضيفة أن مبدأ الالتحاق بالمدرسة يقوم على السرعة، أي أن حجز مكان بالمؤسسة رهين بالسرعة في اجتياز الاختبار الأول والحصول على دعوة تحمل رمزا مشفرا يحمله المترشح معه، إذ عند ولوج المؤسسة يلتقي الطالب المقبول في الاختبار الأول بفريق "البيداغوجية" التابعة لمدرسة 1337 من أجل التعرف على منهجية المؤسسة والتعرف على مدى ملاءمة برامجها لطاقاته ومؤهلاته الفكرية.

"المسبح" واحد من أطول الإختبارات واعقدها بالمدرسة 

"المسبح" توضح هند البرنوصي، "يعتبر واحدا من أطول الاختبارات في العالم مدته 4 أسابيع على مدار الـ 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع، وهي فترة يخضع فيها المترشحون لعدد من الاختبارات، كما ينجزون بشكل يومي عددا من التمارين، بالإضافة إلى مشاريع فردية وجماعية يسعون إلى متابعتها وتطويرها، بعد ذلك يخضع الطلبة لامتحان نهاية كل أسبوع مع حرمانهم من الولوج إلى عالم الإنترنيت، وحتى من تقنية  peer-learning التي تعتبر نوعا من التعلم التعاوني الذي يساعد الطلبة على تحرير إبداعاتهم بفضل التعلم بإنجاز المشاريع.  مما يسمح لنا بانتقاء "البروفايلات" التي ستتمكن من ولوج المدرسة".

1337 بنمط تدريس ليس كباقي الأنماط..

"1337 مدرسة الحاضر المتطلعة للمستقبل"..  هذا هو الشعار الذي اختارته المدرسة لأبنائها والجيل الصاعد، تقول هند البرنوصي، أن مدرسة 1337 هي مدرسة فريدة تعتمد على الشفافية في ولوجها ومن تم فكل المواعيد هي مواعيد مشفرة لا يمكن التلاعب فيها أو تعديلها.

ولفتت مسؤولة التواصل بالمدرسة الانتباه إلى أن أول فرق يمكن أن يلمسه الزائر للمدرسة هو أن المنهج التعليمي لا يعتمد لا على أساتذة ولا دروس، فالطالب هو المعلم في نفس الوقت وهو ما يسمى بالتعلم "التعاوني" وهو تعلم يقوم على العمل التشاركي وتبادل الأفكار مع مجموعات العمل.

ثاني الملاحظات تردف المتحدثة، هي أن الطلبة بمدرسة 1337 يمكنهم الولوج إلى المؤسسة في أي ساعة من ساعات اليوم، وحتى عطل نهاية الأسبوع والعطل كذلك بحكم أن الأبواب تظل مفتوحة طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة.

فرق جوهري آخر يمكن ملامسته وأنت تتفقد هاته المنشأة التربوية الكبيرة، يتمثل في أن منظومة التعلم بها تتم عن طريق التطبيق وإنجاز مشاريع، أي أنه لا مجال للدروس الأكاديمية التي يفتقد فيها التركيز بعد 10 دقائق من الشروع فيها، بالإضافة إلى أن التكوين ينبني على مبادئ حديثة في التلقين كالتعليم بالتلعيب وغيرها.

نقطة مهمة يجب الإشارة إليها تضيف البرنوصي، هي أن الطالب بمدرسة 1337 يمكنه تغيير تخصصه في أي مرحلة، بحيث أنه ليس مجبرا على تتبع تخصص معين، بل وله الحق كذلك في تتبع تخصصات متنوعة في وقت واحد، مشيرة أن النظام الداخلي للمدرسة يخضع لقواعد خاصة وفريدة تربي إحساسا لدى الطلبة بأن المدرسة وممتلكاتها هي لهم ومن ثم تنمي فيهم ملكة الحفاظ عليها وتطوير مردوديتها.

ماهي الآفاق بعد الحصول على شهادة 1337 ؟

بعد 3 سنوات من الدراسة، أو "3 سنوات سعادة" بلغة طلبة الـ 1337، يحصل الطالب على شهادة من المدرسة، تحمل فيها طياتها تكوينا ليس كغيره، إذ تشدد هند أنه تكوين جيل من النوابغ يمكنه ابتكار عالم الغد ومهن الغد "80 بالمائة من مهن الغد لم تبتكر إلى حدود الساعة، وهدف المؤسسة بالدرجة الأولى ليس تكوين شباب يعملون في شركات أو ما شابه، بل مساعدتم في تأسيس مشاريع ومهن خاصة بهم وهذا هو المراد".

وأفادت مسؤولة التواصل بـ1337، أن المدرسة وضعت برنامجا متابعا لكل التحولات التي يشهدها العالم، وهو ما سيمكن كل الطلبة الملتحقين بها من اكتساب مهارات تساعدهم في مزاولة عدد من المهن من خلال تطوير كثير من الجوانب التقنية والتكنولوجية لديهم والتي ستساعدهم في خلق مهن جديدة، تبرز المتحدثة.