كوثر بنتاج

لأول مرة في تاريخه الطويل، مهرجان حب الملوك بمدينة صفرو، تحضر مشاركات من إفريقيا في تصفيات إختيار ملكات الجمال.

ويحتفل أعرق مهرجان في المغرب خلال دورته الـ97، في الفترة ما بين 6 و9 يوليوز، بأفريقيا، من خلال مشاركة إفريقية، الأول من نوعها رغم قدمه.

واختار المهرجان شعار "وحدتنا في تنوعنا"، ويعبر عبره عن رسالة المحبة الكونية، ورسالة سلام وتسامح وتعايش، محتفيا بالتنوع والغنى الذي عرفته المدينة عبر عصور، حسب تعبير عبد السلام بوهدون أمين مال "مؤسسة كرز " المنظمة لمهرجان حب الملوك.

وقال بوهدون في تصريح لـ"مواطن" إنه منذ سنة 1920، ومهرجان حب الملوك في تحسن مستمر، من مجرد احتفالية إلى مهرجان أخذ طابعا وطنيا ثم دوليا، وأصبح اليوم صورة نموذجية للهوية الوطنية، بإحيائه الموروث الثقافي الوطني.

يشار إلى أنه  أقدم مهرجان في المغرب، وهو مصنف لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة تراثاً ثقافياً لامادياً للإنسانية منذ سنة 2012، إذ يعود تاريخه إلى سنة 1920، أي إلى فترة الاستعمار الفرنسي.

كانت فكرة الإحتفال تعتمد تنظيم موكب استعراضي يجوب شوارع المدينة، تتقدمه دمية مصنوعة من القصب ترتدي ملابس نسائية، قبل اعتماد ملكة حقيقية، ويعود الفضل في تنظيم أول دورة من المهرجان، لحاكم المدينة آنذاك الفرنسي “بيير سوغان” الذي استلهم فكرة الإحتفال بفاكهة حب الملوك من مهرجان مماثل تنظمه بلدة “أولفي” المتواجدة بضواحي مدينة تولوز الفرنسية.

حيث كانت هذه المدينة، مثل صفرو، تشتهر بزراعة نفس الفاكهة، وتم استنساخ جميع فقرات مهرجان “أولفي” بما فيها فقرة تتويج ملكة حب الملوك في كل دورة، ومنذ ذلك التاريخ كانت تتنافس على اللقب فتيات مسلمات ويهوديات ومسيحيات وكان الإختيار يتم عبر مبدأ التناوب بين فتيات الديانات الثلاث.

سنة 1934 تم تغيير اسم المهرجان ليصبح رسمياً “مهرجان حب الملوك”، وهي السنة التي سيتم فيها تعويض دمية القش بملكة حقيقية، وكانت أول ملكة تم اختيارها في سنة 1934، شابة تحمل الجنسية الفرنسية، تدعى “سوزان برنار”، ويبدأ المهرجان باختيار ملكة حب الملوك، ووصيفاتها، وعروس عربية وأخرى أمازيغية.

وفي اليوم الثاني ينطلق موكب المشاعل، ثم تتوج ملكة حب الملوك خلال اليوم الثالث، لتخرج عقب ذلك في موكب رسمي داخل عربة مكشوفة يتوسطها كرسي الملكة محاطاً بكرسي الوصيفات، وتعتبر هذه المحطة أهم فقرة في مهرجان حب الملوك.