مواطن

أعرب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، عن قلقه البالغ إزاء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، محملاً الحكومة مسؤولية ما وصفه بـ"إخفاقات كبيرة" في تحقيق التنمية الموعودة وتخفيف معاناة الفئات الهشة.

وفي كلمة له على هامش الدورة الخامسة للجنة المركزية للحزب، انتقد بنعبد الله برنامج الدعم المباشر الذي أطلقته الحكومة، والذي يقدم 500 درهم شهرياً لنحو 4 ملايين أسرة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تكشف عن واقع مأساوي يتمثل في وجود 14 إلى 15 مليون مغربي يعيشون تحت خط الفقر، دون موارد ذاتية.

واستنكر تخلي الحكومة عن برامج اجتماعية مثل "تيسير" و"دعم الأرامل" و"مليون محفظة"، دون توفير بدائل فعالة، مشيراً إلى غياب تنفيذ وعود "دخل الكرامة" لفئة كبار السن. وأضاف أن الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأساسية أدى إلى انزلاق 3.2 مليون مغربي نحو الفقر والهشاشة، مع تدهور أوضاع أكثر من 80% من الأسر المغربية، رغم الوعود الحكومية بتوسيع الطبقة المتوسطة.

وفيما يتعلق بالتغطية الصحية، أشار بنعبد الله إلى تقاعس الحكومة عن تعميم النظام الصحي، حيث لا يزال 8.5 مليون مغربي خارج التغطية، وفق تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي. كما انتقد توجه معظم نفقات التأمين الصحي الإجباري (95%) نحو المصحات الخاصة، مما يضعف دور المستشفيات العمومية التي تعاني من نقص في الموارد.

استعرض بنعبد الله تفاقم البطالة، حيث بلغ عدد العاطلين 1.68 مليون شخص، في ظل وعود حكومية غير محققة بخلق مليون منصب شغل. واعتبر أن البطالة أصبحت "نقطة سوداء" في أداء الحكومة الحالية، داعياً إلى تبني قوانين واضحة لتمويل برامج الحماية الاجتماعية.

وعلى الصعيد الدولي، أشاد بمواقف المغرب الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً على دعم المملكة المتواصل لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. كما أشار إلى تصاعد التوترات الدولية وتأثيرها على الاستقرار العالمي، داعياً إلى تكريس الجهود الدولية لمحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب.

في ختام كلمته، دعا بنعبد الله الحكومة إلى مراجعة سياساتها الاجتماعية والاقتصادية، مشدداً على ضرورة اعتماد رؤية استراتيجية شاملة تعزز العدالة الاجتماعية وتحسن أوضاع المواطنين، مع التأكيد على أهمية التنسيق بين البرامج الحكومية لتحقيق نتائج ملموسة.