كان من المنتظر أن يُقام حفل لمجموعة جهجوكة المغربية وفرقة الروك البريطانية رولينغ ستونز سنة 1989، وهو ما عاشه بتفاصيله الكاتب الأمريكي بول بولز الذي كان يعرف واحدة من منظميه وهي "خيري سدي لافرونتيرا" التي ستتزوج عضو "جهجوكة" البشير...
يحكي بول بولز في يوم 8 يونيو 1989: "بدت قناعات كل واحد منا وقد انهارت؛ إذ رفض الجمركيون السماح بدخول تجهيزات "B.B.C" (لتصوير الحفل). ضجوة كبيرة ومكالمات هاتفية لا حصر لها، مع لندن. وكيل أعمال فرقة "ستونز" هدّد: إذا لم تمر الآليات، بالجمارك، قبل التاسعة من صباح غد، فسألغي العقد. "خيريس" جاءت هذا المساء، وهي تلهث من القلق قائلة: "يجب أن تكلم الملك" (الراحل الحسن الثاني) (وهي تدري أنني لم ألتق به قط، وحتى لو كان الأمر خلاف هذا، فلن أهاتفه).
إثر ذلك، صرّحت بأنها زارت للا فاطمة الزهرة (العزيزية ابنة السلطان مولاي عبد العزيز وزوجة الخليفة مولاي الحسن بن المهدي وجدة الحاجب الملكي الحالي سيدي محمد العلوي)، في منتصف النهار، فقيل لها أن تهاتفها فيما بعد. عقب ذلك، وجهت نظرها إلي: "لكنك تعرف للا فاطمة الزهرة... هاتِفْها، وقل لها إنه من بالغ الأهمية، بالنسبة للمغرب، أن تقوم "B.B.C" بتصوير الحفل".
كنت أرتدي، حينئذ، معطف حمام، وأنا في غرفة "بافي جونسن" (جارته)، في الشقة السفلى، صحبة آخرين, كانوا جميعا مقتنعين بأنه من واجبي على الأقل، أن أهاتف للا فاطمة الزهرة، وأشرح لها الوضع، وهو ما يبدو أن "خيريس" لم تحسن القيام به بسبب مشاكل لسانية (لقد غاب عني أن للا فاطمة الزهرة كانت تجيد الحديث بالإنجليزية). اعترضت قائلا: "لكن دراجتي ليست جيدة، حتى أستعملها في حديثي".
اقترح عبد الوهاب (كان يساعدة في التسوق وإعداد الأكل)، حينئذ، أن أهاتف للا فاطمة، مدليا باسمي، قبل أن أنقل إليه السماعة. ذلك ما قمنا به، فطلبت للا فاطمة من عبد الوهاب أن يعيد الاتصال بها، بعد نصف ساعة. وعندما هاتفها هذا الأخير مجددا، بدا له وكأنها كانت تتحدث في هاتفين، في الوقت نفسه. كانت هناك لحظات انتظار وترقب طويلة. وكان الموجودون يمعنون النظر خلالها في عبد الوهاب، محاولين التعرف، من تعابير وجهه، إلى الكلمات الصادرة من قصر مولاي عبد العزيز. بين آونة وأخرى، كان يكتفي بالقول: "نعام.. آللا". تواصلت المحادثة –إطا شءنا وصف ذلك بأنه محادثة، فعلا- حوالي عشر دقائق. علق عبد الوهاب، أخيرا، السماعة، معلنا لأنها وعدته بأن تهاتف الجمارك طالبة السماح بمرور تجهيزات التلفزة. حينئذ، بدا لنا أن مجيء "الرولينغ ستونز" إلى طنجة، مشكوك فيه، وقلت إنني لست على يقين من أن للا فاطمة الزهرة لها سلطة لإجبار الجمركيين على فعل أي شيء. عارضني كل من البشير وعبد الوهاب وصرخ هذا الأخير: "رغباتها أوامر، في طنجة".
قلت إنني آمل ذلك، ثم صعدت إلى شقتي لأنام".
وفي اليوم الموالي، كتب بولز أنه أُعطي الإذن لمرور التجهيزات ووصل فريق "ستونز" قادما من لندن، وفي 10 يونيو 1989 تم تصوير الحفل بساحة منزل "أكعبون"، بدل مزل مالكولم فوربس (صاحب مجلة "فوربس" الشهيرة) الذي كانت قد وُضعت التجهيزات فيه نزولا عند رغبة الفريق التلفزي.
05 septembre 2025 - 14:00
03 septembre 2025 - 13:00
01 septembre 2025 - 14:00
30 août 2025 - 16:40
29 août 2025 - 13:00
18 septembre 2025 - 18:15
19 septembre 2025 - 12:10