مصطفى أزوكاح
بعدما تفرقت السبل بالكثير منهم، ولم يعودوا يتواعدون في "راس الدرب"، ومقاهي الحي، وساحاته، وشوارعه، اكتشف أبناء درب السلطان العتيد بالدار البيضاء في " فيسبوك"، فضاء للقاء وإعادة إحياء ذكريات ماض تليد..
أحدث ثلة من أبناء وبنات ذلك الحي صفحة على الفيسبوك أطلقوا عليها إسم " نادي أصدقاء درب السلطان"، تجاوز عدد أعضائه الثمانة آلاف إلى حدود الآن. وينتظر أن تتجاوز ذلك العدد بكثير، بالنظر للوتيرة التي يعرفها الالتحاق بها.
في تلك الصفحة يورد أبناء الحي الكثير من الذكريات المشتركة، التي يشدهم الحنين إليها، والتي تقوي اللحمة بين أبناء حي كان الانتساب إليه مبعث مفخر للكثيرين.. انتساب تقويه الصداقات والجوار والشغب الجميل في ساحاته وأزقته.
في هذه الصفحة تطالعك وجوها من أحياء درب السلطان.. درب الفقراء، درب الكبير، درب بوشنتوف، حي اكريكوار، درب الطلبة والشرفاء، درب السبنيول، درب البلدية...
تلك أحياء تغيرت أسماء العديد منها، غير أن أبناءها في تلك الصفحة يصرون على تخليدها.. فتلك الأسماء لم توجد اعبتاطا، إنها تؤشر على ذكريات الطفولة والشباب.
في هذه الصفحة يجري الاحتفاء، بأبناء الدرب.. أسماء تحدت الفقر والحاجة، واستطاعت أن ترتفي في مدارج الشهرة بفضل الرياضة أو التعليم.
تحضر كرة القدم بقوة في نقاشات رواد الصفحة. فذلك الحي، ساهم كثيرا في إشعاع كرة القدم المغربية، إذ أعطى أسماء مثل العربي بامبارك أو العربي بامبارك أو مصطفى بيشو، أو عبد المجيد الظلمي وعبد المجيد اسحيته، وشيشا، ومصطفى الحداوي أو عبد الرحيم حمراوي..
تلك أسماء استطاعت أن تعانق المجد عبر الكرة المستديرة، لكن أسماء أخرى، يعترف لها بالموهبة في ذلك المجال، غير أنها لم تتمكن من تحقيق أحلامها في الوصول إلى القمة في عالم كرة القدم.. هؤلاء تكرمهم الصفحة عبر تذكرهم..
في هذه الصفحة يتحدث روادها بالكثير من الفخر عن أسماء، استطاعت أن تفتح لها آفاق رحبة في مجال المعرفة والعلم، بفضل المدرسة العمومية...
في تلك الصفحة يعترفون بالجميل لمعلمين وأساتذة درسوهم في مدارس درب السلطان.. ويمتد بهم التذكر إلى أشخاص اشتهروا بأكلاتهم الخفيفة..مثل باكزوم وبا التهامي.. الرائدين في " ساندويتشات الطون والحرور" في البيضاء.
الكثير من الحنين يشد المشاركين في الصفحة إلي درب السلطان، يحنون إلى ضوضائه في الشواراع والأزقة والقساريات..
تتدافع الذكريات بقوة في الذاكرة عبر تلك الصفحة.. الجميع يريد أن يشارك في إحياء ذاكرة حي عتيد في الدار البيضاء..
ولاتعدم من يأتي بصور تعود لسنوات، تخلد لأزقة ومحلات تجارية وأشخاص.. ويسأل أبناء درب السلطان حول مدى معرفتهم بهم.. ذلك يستفز حس الانتماء لديهم.. فيتبارون في إضافة تفاصيل جديد حول ما تحيل عليه تلك الصور.
صحيح أن الكثير من معالم هذا الحي تغيرت. صحيح أن مشاغل الحياة اليومية أفضت إلى تآكل الكثير من القيم التي ميزات ساكنة ذلك الحي، لكن الجميع يلوذ به من أجل الحفاظ على أواصر متينة، أضحت مناط وجود أبناء الحي.
05 septembre 2025 - 14:00
03 septembre 2025 - 13:00
01 septembre 2025 - 14:00
30 août 2025 - 16:40
29 août 2025 - 13:00
18 septembre 2025 - 18:15
19 septembre 2025 - 12:10