عبد القادر الفطواكي

عبر رشيد أيلال، عن استغرابه الشديد مما أسماه "قرار" السحب، الذي أصدرته المحكمة الابتدائية بمراكش، في حق كتابه "صحيح البخاري نهاية أسطورة"، من مكتبة الآفاق بمدينة مراكش، بناء على مقتضيات المواد 71 و104 و106 من قانون الصحافة والنشر، مؤكدا أنه سيستأنف هذا الحكم الصادر، والذي يُعتبر سابقة بالمغرب.

وأكد رشيد أيلال، خلال تصريح لموقع "مواطن"، أن الحكم الصادر في حق كتابه، هو حكم "غير مقبول"، ويمس بحرية التعبير، بحكم أن الجهة التي رفعت الشكاية، وهي جهة تمثل وزارة الداخلية، ليست مسؤولة عن الجانب الديني، مشيرا إلى أن الجهات التي تمثل هذا الجانب بالمغرب معروفة، وهي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى المجلس العلمي الأعلى، وهي جهات يضيف المصدر لم ترفع أية شكاية في الموضوع.

وأضاف المتحدث، أنه لم يستوعب السبب الذي جاءت به الشكاية الصادرة في حق كتابه، والتي أكدت أن الكتاب المذكور يمس بالأمن الروحي للمواطنين، ومخالف للثوابت الدينية المتفق عليها، قائلا "أتمنى أن يقدم لنا صاحب الشكاية تعريفا للأمن الروحي للمغاربة وأن يوضح لنا موقعه في الدستور المغربي، ومن لديه الحق في تحديد هذا المفهوم الذي يمس دين المغاربة".

وأشار رشيد أيلال خلال التصريح ذاته، أن الشكاية نصت أن الكتاب يمس الثوابت الدينية، وهو أمر خطير يضيف المتحدث، متسائلا هل ظل الإسلام لمدة 200 سنة ناقصا من بعض ثوابته حتى جاء كتاب "صحيح البخاري".. ليتمم تلك الثوابت، مجيبا بأن كل تلك الثوابت أُتمت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، مصداقا لقوله تعالى، "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" من سورة المائدة، وهي أية تُثبت أن القرآن نزل كاملا، وهو ما يفند صحة الشكاية التي تقول أن "الطعن" في كتب صحيح البخاري هو طعن في الثوابت الدينية.     

وكانت محكمة مراكش قد أصدرت الأسبوع الماضي، أمراً بحجز ومُصادرة كتابه "صحيح البخاري نهاية أسطورة"، على إثر شكاية كان قد وضعها وبتاريخ 07/11/2017 الوالي السابق لولاية جهة مراكش آسفي لدى المحكمة الابتدائية بمراكش.