عبد القادر الفطواكي
أسدل الستار يوم أمس الخميس 3 أكتوبر الجاري بالرباط، على فعاليات المناظرة الثانية للصناعات الثقافية والإبداعية، المنظمة من طرف وزارة الثقافة والشباب والتواصل وفدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، وبدعم من الاتحاد الأوروبي. تحت شعار "الاحتفاء بالتراث، والاستثمار في التقدم"، حيث تجمع أكثر من 600 شخصية من المهنيين في مجال الثقافة، بالإضافة إلى شخصيات بارزة في المشهد السياسي والاقتصادي.
حضور رسمي مميز
شهدت الفعالية حضور شخصيات بارزة مثل النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، وعدد من الوزراء منهم أحمد التوفيق ونادية فتاح العلوي ونزار بركة ومحسن الجزولي. كما كان هناك تواجد ملحوظ لرؤساء مؤسسات مالية وسفراء، إلى جانب مديري وسائل الإعلام ومسؤولي الوكالات العمومية.
نقاشات غنية حول التحديات
تركزت النقاشات حول التحديات الراهنة التي تواجه الصناعات الثقافية والإبداعية، والتي تُعتبر رافعة هامة لتنمية الاقتصاد الوطني. وأكد المشاركون على أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تم التطرق إلى تجارب مبتكرة، مثل التمويل الجماعي، كوسيلة للتغلب على عقبات التمويل التي يواجهها المهنيون في القطاع.
توقيع اتفاقية دعم
في خطوة مهمة، تم توقيع اتفاقية شراكة بين مؤسسة التمويل الدولية، التي تمثلها ديفيد تنيل، المدير الإقليمي لمنطقة المغرب العربي، وفريق "تمويلكم". تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال ثلاثة محاور رئيسية: دراسة السوق، برنامج الدعم الفني، وعرض التمويل.
أهمية التمويل كعائق
خلال المناقشات، تم التأكيد على أن الوصول إلى التمويل يُعتبر عائقاً رئيسياً أمام تطوير القطاع. تم استعراض تجارب ناجحة من الخارج، مما فتح النقاش حول إمكانية إنشاء صندوق خاص يمول المشاريع الثقافية، وذلك من خلال تحليلات من قبل خبراء مؤهلين.
مبادرات قانونية جديدة
أعلنت الفدرالية عن قرب تقديم اقتراح لوضع إطار قانوني خاص بالمقاولات الثقافية بحلول نهاية عام 2024. كما أُعلن عن إعداد اقتراح قانون يدعم التمويل من خلال نظام الرعاية، مما يسهم في تلبية احتياجات القطاع بشكل أفضل ويعزز مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، والذي يُستهدف أن يصل إلى 1.5% أو حتى 2% بحلول عام 2030.
أرقام وتوقعات مستقبلية مشجعة
أظهرت الفعالية أرقاماً مشجعة، حيث سجل قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية زيادة بنسبة 33% في إنشاء الشركات منذ سنة 2019، ونموًا بنسبة 20% في عدد الوظائف. يعكس هذا التقدم الدور المحوري الذي تلعبه هذه الصناعات في الاقتصاد الوطني، خاصة بعد الأزمة الناتجة عن كوفيد-19.
الإبداع في عصر رقمي
تم التأكيد على أن الإبداع يجب أن يستعيد مكانته أكثر من أي وقت مضى في بيئة عالمية تنافسية، حيث تستمر التطورات التكنولوجية في إعادة تحديد قواعد اللعبة. كما تناول المتحدثون أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتعليم الشباب كيفية حماية وتثمين هذا التراث، مما يُسهم في تعزيز الهوية الوطنية والمساهمة في بناء مستقبل ثقافي مستدام.
وتعتبر هذه المناظرة خطوة مهمة نحو تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية في المغرب، حيث تمثل فرصة لجمع الفاعلين في هذا القطاع وتبادل الأفكار والخبرات بهدف تطوير استراتيجيات فعالة تعود بالنفع على الجميع.
05 décembre 2024 - 20:00
03 décembre 2024 - 11:00
02 décembre 2024 - 13:00
29 novembre 2024 - 22:00
26 novembre 2024 - 09:00
26 novembre 2024 - 16:00
25 novembre 2024 - 14:00