مواطن

في خطوة تعكس طموح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نحو مستقبل أكثر دقة وشفافية، تستعد نسخة هذا الشهر من كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة لاختبار حزمة من التقنيات المتقدمة، أبرزها نظام كشف التسلل شبه الآلي المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

ويأتي هذا التحديث في أعقاب النجاح اللافت لتقنية التسلل نصف الآلي التي طُبقت لأول مرة في مونديال قطر 2022. التقنية الجديدة تعتمد على منظومة من الكاميرات عالية الدقة وأجهزة استشعار متطورة ترصد حركة الكرة واللاعبين بسرعة تصل إلى 500 إشارة في الثانية، ما يتيح للحكام اتخاذ قرارات أكثر سرعة ودقة في حالات التسلل المثيرة للجدل.

لكن الجديد لا يتوقف هنا. في سابقة هي الأولى من نوعها، سيتمكن الجمهور داخل الملاعب من مشاهدة لقطات مراجعة الحكم مباشرة على الشاشات العملاقة، وهو ما اعتبره الفيفا خطوة نحو تعزيز الشفافية وإشراك الجماهير في لحظة اتخاذ القرار.

أما المفاجأة البصرية الأكبر، فتكمن في اعتماد كاميرات مثبتة على أجسام الحكام، ما سيوفر زاوية فريدة من قلب الملعب ويعيد تعريف تجربة المشاهدة عبر التلفزيون ومنصات البث. هذه التجربة، التي تُختبر لأول مرة، قد تفتح المجال لاحقاً لتقنيات تفاعلية أعمق بين الحكم والمتابع.

وعلى صعيد التنظيم، سيودع مسؤولو الفرق الورق، إذ سيتم استخدام أجهزة لوحية إلكترونية لتسجيل عمليات التبديل، بهدف تبسيط الإجراءات وتسريع التواصل بين الحكام والطواقم الفنية.

هذه الابتكارات تشكل جزءاً من رؤية أوسع للفيفا لرقمنة اللعبة، وتقليل الأخطاء البشرية، وتحسين تجربة المشاهدة والمتابعة، سواء من داخل الملعب أو خلف الشاشات.