كوثر بنتاج
لقي معرض الفنان عبد الرحيم بنصحراوي بمعرض "مرسم" بالدار البيضاء، أمس السبت تجاوبا كبيرا مع جمهور قدم لاكتشاف تجربة نادرة في المغرب، وهي الرسم بحروف عربية على خشب العرعار.
لوحات الفنان المراكشي، تحاكي في كل من مر عبر "المسيد" (الكُتّاب) نوستالجيا الطفولة، والكتابة على "اللوحة" لحفظ القرآن أم تعلم اللغة العربية.
بنصحراوي فنان بمسار خاص، ولد في مراكش، ودرس بها الابتدائي وإلى غاية الثانوي، لكن قبل اجتيازه لشهادة الباكالوريا كان مجبورا على العمل وتسجل في المدرسة الفلاحية تلقى بها سنتين من التكوين وخرج للعمل في 1965، وقضى الثلاث سنوات الأولى له في الصحراء.
كان يرغب في العام 1963 أن يلج مدرسة تطوان للفنون الجميلة لكن الدراسة بها تستمر لأربع ، وكان غير قادر على انتظار كل تلك السنوات لأنه أجبر على العمل في أقرب وقت ممكن.
عمل بين 1965 إلى 1968 في تنجداد ثم رجع إلى مراكش، حيث أصبح مدير مدارس تكوين أبناء الفلاحين في تساوت تحديدا، كوّن 375 شاب آنذاك بمدارس يملكها عالم الاجتماع الشهير لبول باسكون، الذي توفي في 1965 في حادثة سير غامضة في موريتانيا.
وعاد بنصحراوي إلى الدراسة، والفضل يعود لباسكون، حيث أشرف على الدكتوراه في ميدان الاستصلاح في التنمية القروية، ودفعه للتسجيل في مدرسة باريس للعلوم الاجتماعية.
كان بنصحراوي طفلا يحب الألوان، كما يجب لون حبر "لوحة المسيد"، يدندن الموسيقى عازفا على العود، لكنه وفي مساره المهني، اتخذ مسافة كبيرة حتى يركز على مستقبله، رجع قبل 32 سنة من الآن ليصبح فنانا تشكيلا يرسم على لوحات المسيد، والفضل يرجع لأبنائه إسماعيل وأم الغيث، وهي مغنية شهيرة باسم "أوم"، وكانا شجعا والدهما لأول مرة على عرض لوحاته للعموم والكف عن الاكتفاظ بها في "بيت لخزين".
شرع بنصحراوي في العمل على خشب العرعار في سنة 1989، وعرض لوحاته لأول مرة في العام 1996، "كان معرضا لقيّ تجاوب كبيرا لم أكن أتوقعه" يقول بنصحراوي، وعرض لوحاته بقصر المؤامرات، موازاة مع اجتماع لوزراء خارجية الدول الإفريقية.
بعد ذلك شرع بنصحراوي في تنظيم معارض في سنوات ما بين 1997 إلى 2006، ثم 2015 ومعرض أمس السبت بالدار البيضاء في 23 شتنبر 2017.
ويحكي بنصحراوي أن الرسم على خشب العرعار قليل في المغرب، كان السباق إليه الفنان السلاوي لكن طريقته في الرسم كانت مختلفة، ويعتبر بنصحراوي نفسه أول فنان يرسم أشكالا بالخط العربي على خشب العرعار، يدخل ضمن الفن التجريدي، ويرتكز أساسا على الخط العربي، ويتطرق لمواضيع مجازية.
هذا النمط استلهمه بنصحراوي من سنوات طفولته " في المسيد نحمل اللوحة وندرس القرآن وقواعد اللغة وكنا في فترات الاستراحة أو عند غياب الفقيه كان نائبه يأتي ويطلب منا زخرفة اللوحة بالخط، واليوم طورت تلك الزخرفة برسم أشكال بالحروف العربية" يضيف الفنان البهجاوي، نسبة لمدينة البهجة مراكش.
ويقول إن لوحاته تربط بين الماضي والحاضر، بين طفل المسيد، ورجل عايش مشاكل الهجرة والمرأة والجفاف، والعولمة يحاول أن يحاكيها على خشب العرعار.
05 septembre 2025 - 14:00
03 septembre 2025 - 13:00
01 septembre 2025 - 14:00
30 août 2025 - 16:40
29 août 2025 - 13:00
12 septembre 2025 - 12:00
18 septembre 2025 - 18:15
13 septembre 2025 - 11:00